ألكسندر ديل فالى: الإخوان جماعة إرهابية فى فرنسا قريبًا جدًا
جدًا هالة أمين كشف ألكسندر ديل فالى، الكاتب والأكاديمى الفرنسى، عن أن بلاده تدرس حاليًا تصنيف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، واتخاذ إجراءات لحظرها وتقييد أنشطتها، فى القريب العاجل جدًا، محذرًا من أن الدول التى تتأخر فى مواجهتها تشريعيًا «ستشعر بالندم». وقال «ديل فالى»، فى حديث مع «الدستور»، إن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، يستغل عناصر الجماعة الموجودين فى أوروبا لتنفيذ مخططات استعمارية قد تسمح له بأن يكون «هتلر الجديد» إن لم يجد من يواجهه، مستدلًا على ذلك بسيطرته حاليًا على قطر، وسعيه لسرقة ثروات دول «المتوسط»، الأمر الذى يستدعى مواجهته والجماعة بكل قوة. وأضاف: «لذلك فإن تجحيم نفوذ الإخوان أصبح على رأس أولويات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وضمن المهام الأساسية للحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة جون كاستيكس، الذى ذكر فى أول خطاباته للشعب أن مكافحة التطرف وتنظيماته أولوية كبرى لحكومته». وكشف عن تفاصيل الشهادة التى أدلى بها أمام لجنة التحقيق فى أنشطة «الإخوان» بمجلس الشيوخ الفرنسى، بطلب من مقررة اللجنة، النائبة جاكلين أوستاش برينيو، باعتباره من أوائل الأكاديميين والكتّاب الذين أبرزوا خطورة نصوص حسن البنا وسيد قطب، التى تعد مرجع الجماعة الأبدى، بما تتضمنه من تشجيع على العنف والقتل، إلى جانب مناقشة جرائم طارق رمضان، حفيد «البنا»، فى برنامج المقدم الشهير تييرى أردسون. وأوضح «ديل فالى» أن شهادته دارت حول حجم تمويلات الجماعة والتنظيمات التابعة لها فى فرنسا، إلى جانب يوسف القرضاوى، الأب الروحى للجماعة، الذى يدير معهد فتوى فى العاصمة الأيرلندية دبلن، ويدعم ومن مثله استمرار الحرب فى ليبيا واليمن وسوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط، فضلًا عن قناة «الجزيرة» القطرية بصفتها وسيلة الإعلام الأهم للجماعة، ومنبر بث سمومها، برعاية تركيا. وأشار إلى استعانة لجنة التحقيق بكتابه الحديث «المشروع.. استراتيجية الغزو وتسلل الإخوان فى فرنسا وحول العالم»، الذى شاركه فيه الكاتب الفرنسى إيمانويل رضوى، وتُرجم إلى الإنجليزية والعربية فى الإمارات، ويقترح أن تصنف فرنسا «الإخوان» كتنظيم إرهابى كما هى الحال فى مصر وروسيا والنمسا والإمارات والسعودية، كاشفًا عن أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اطلع بنفسه على تقرير اللجنة وقرأه بعناية قبل إصداره. وقال الكاتب الفرنسى: «الجميع يعلم أن الإخوان هى الأم الأيديولوجية بلا منازع لجميع المنظمات المتطرفة، سواء القاعدة أو داعش، وكانت مرجعًا مهمًا لآية الله الخمينى، مؤسس إيران الدينية، الذى تبنى مذهبًا متعصبًا بعد قراءته أعمال سيد قطب وحسن البنا». ورأى أن أعضاء «الإخوان» ينفذون مشروعًا استعماريًا يستهدف غزو أوروبا، عبر إقامة علاقات مع «اليسار»، الذى أصبح يساعدهم فى تنفيذ مخططاتهم، وأدى إلى نجاحهم فى اختراق البلديات ومؤسسات الدولة والجامعات والأندية الرياضية والجمعيات المناهضة للعنصرية والمؤسسات التعليمية والتربوية وحتى وسائل الإعلام. وأضاف: «الجماعة استغلت الدين وتلاعبت بعقول المسلمين بفكرة ذكية وشيطانية، هى السيطرة على عقول الأجيال الشابة من المسلمين فى فرنسا خاصة، وأوروبا عامة، وحتى فى الولايات المتحدة، بدعوى أن المسلمين يتعرضون للاضطهاد ويعانون من تأثير (الإسلاموفوبيا)، على الرغم من أنها السبب فى ظهور هذا المصطلح، وهى من دربت أسامة بن لادن، زعيم القاعدة». وتطرق إلى الدورين التركى والقطرى قائلًا: «قطر وتركيا تجلبان لعناصر جماعة الإخوان فى أوروبا ملايين الدولارات من أموال شعبيهما اللذين يعانيان حاليًا من تدهور اقتصادى بسبب السياسات الخارجية لبلديهما الراعيين للإرهاب». وأوضح أن البلدين استثمرا الملايين من اليورو فى العديد من المشروعات التعليمية والأهلية، وكذلك المساجد والمدارس الإسلامية، التى تهدف إلى تلقين المسلمين فى فرنسا وتشجيعهم على عدم الاندماج، وتنفيذ فتاوى يوسف القرضاوى، الأب الروحى الحالى للجماعة. واعتبر أن الدول الأوروبية أصبحت «ساذجة»، لدخولها فى مساومات مع قطر، مضيفًا: «الملايين من الدولارات الممنوحة للسياسيين الغربيين تثبت ذلك». وواصل: «معظم دول أوروبا مخطئة فى عدم حظر الإخوان، والسماح لهم بالتلاعب بالشباب، والقارة بدأت بالفعل فى دفع الثمن باهظًا، بعدما ساعدت الجماعة فى زعزعة استقرار العديد من الدول الغربية، فالإخوان يتلاعبون ويستخدمون كل الأفكار والأدوات لإحداث ثورات وزعزعة استقرار الدول فى العالم». وأوضح أن براجماتية «الإخوان» جعلتهم يتحالفون مع كل التنظيمات، ومنها الجمعيات التركية والسلفية، ومجموعات اليسار المتطرفة العنيفة، والمتعصبون السود مثل حركة «حياة السود مهمة»، التى من أهدافها تخريب الولايات المتحدة فى الفترة الأخيرة، كما أنهم يتعاونون أيضًا مع البلطجية وتجار المخدرات والمنحرفين فى أوروبا والولايات المتحدة. وشدد على أن السلوك العدوانى لتركيا فى شرق «المتوسط» ما هو إلا حلقة من حلقات المشروع الاستعمارى سالف الذكر، وأنه كفرنسى سعيد لأن فرنسا كانت من أوائل الدول التى وقفت بحزم ضد تحركات «أردوغان» الأخيرة فى المتوسط وليبيا وسوريا وغيرهما. وأضاف: «لا أعتقد أن هذا كافٍ، إذ يجب على الأمريكيين وأعضاء الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى أن يدينوا بشدة الإمبراطورية التركية الجديدة، ويقفوا بحزم ضد ميول أردوغان الاستعمارية، حتى لا يصل السلطان التركى الجديد إلى أبعد ما يتخيل الجميع». واختتم: «أردوغان يريد إعادة رسم الحدود البحرية للبحر الأبيض المتوسط كله، على حساب الحدود والمناطق البحرية الحصرية لمصر واليونان ولبنان وليبيا وقبرص، ويريد الحصول على ٥٠٪ على الأقل من احتياطيات الغاز والنفط البحرية فى البحر الأبيض المتوسط وليبيا، لذا يجب أن يتم ردعه وبشدة».
Comments